هل سبق وأن سمعت من قبل ما هو أصل الكرواسون؟

 

يُعدّ الكرواسون من المُعجنات المشهورة على المُستوى العالميّ، يُفضلها الكثير من الأشخاص حول العالم بسبب طعمها الرائع ومذاقها اللذيذ، حيث يتفنن الخبازون في إعدادها بنكهات متعددة، ولكنّ الكرواسون يمتلك شكلًا غريبًا بعض الشيء؛ إذ يعود أصل الكرواسون إلى قصة ما عُرفت قديمًا، فما هو أصل الكرواسون؟ دعونا نتعرّف على تفاصيل ذلك هُنا عبر مقالنا.

 

ما هو الكرواسون؟

يُعرف الكرواسون بأنّه أحد المُعجنات العالميّة؛ التي ابتكرها الفرنسيون في المطبخ الفرنسيّ، وهي عبارة عن مُعجنات محشوّة بحشوة من الزبدة، وكلمة الكرواسون هي كلمة فرنسيّة تعني حلوى الهلال، وهي بذلك أحد رموز الثقافة الفرنسية المرتبطة بصناعة الأطعمة الشهية، ويتم إعداد هذه الحلوى الشهيّة عن طريق لف عجينة مدهونة بالزبدة على شكل طبقات متتالية وتكون هذه العجينة على شكل هلال للحصول على الشكل المطلوب من الكرواسون.

 

 ما هو أصل الكرواسون؟

هنالك الكثير من عُشاق الكرواسون يتساءلون عن أصل هذا الطعام، إذ تعود أصوله إلى فيينا عاصمة النمسا، وذلك في الوقت الذي كانت فيه فيننا تحت ضغط الحصار العثماني، الذي حاول احتلال المدينة بأكملها منذ عام 1683م، حيث تمّ صناعة الكرواسون للاحتفال بانتصار النمساويين على الحكم العثماني، وقاموا بصناعة حلوى من الطحين على شكل هلال، وفيما بعد انتشرت هذه الحلوى إلى العديد من المدن المُحيطة بالنمسا، وبعد ذلك أضحى هذا الطعام مشهورًا على المستوى العالميّ؛ إذ ساعد امتزاج الحضارات وانتقال العديد من الطهاة والخبازين من النمسا إلى دول أخرى إلى نشر الكرواسون إلى العالم، إذ شهد عام 1889م وصول فطيرة الكرواسون اللذيذة إلى فرنسا، وأخذ الفرنسيون بالتفنن في إعداد الكرواسون على طريقتهم الخاصّة، حيث أضافوا إلى حشوتّها العديد من المكونات المميزة التي أضفت لطعم الكرواسون سحرًا لا يُصدق.

 

قصة صناعة الكرواسون 

تعود قصة صناعة الكرواسون إلى القرن السابع عشر الميلادي؛ وهي قصة قديمة جدًا وقعت في عهد حكم الدولة العثمانية، وذلك عندما حاول العثمانيون السيطرة على بلاد العالم وانطلقوا في التوسع والانتشار نحو الأراضي الأوروبية، واستطاعوا الوصول إلى فيينا عاصمة النمسا لكنّهم لم ينجحوا في دخولها بسبب قوة أسوارها، ولذلك قام الحاكم العثماني  بإصدار أمرًا على جنده ليُباشروا بالحفر تحت أسوار مدينة فيينا؛ كي يتمكنوا من التسلل إلى داخلها والسيطرة عليها، فانطلق الجنود بالحفر يومًا تلو الآخر، ولكن أثناء عمليات الحفر استمع أحد الخبازين في البلاد أصواتًا غريبة تصدر من تحت الأرض وطرق مُستمر في الأسفل؛ الأمر الذي دفع به إلى إخبار سلطات البلاد والحكومة للبت في الأمر وتحريه، وبالفعل علمت الحكومة النمساوية بتلك الأصوات الغريبة وأدركوا أنّها عبارة عن صوت حفر الجنود العثمانيين تحت السور، فقاموا بالتحضير لملاقاتهم، ونجحوا في ذلك فعندما وصل الجنود العثمانيين إلى مدينة فيينا تفاجأوا بوجود جنود النمسا لاستقبالهم، الأمر الذي دفع بالجيوش العثمانيّة إلى الانسحاب من البلاد على الفور، واحتفل النمساويون بذلك الانتصار العظيم على أعدائهم، وقد قام حاكم المدينة على تخليد انتصار فيينا على الدولة العثمانية فيذلك الوقت، حيث أمر الخبازين بصناعة حلوى من عجينة طرية على شكل هلال محشوة بالمكسرات، يتم تناولها على طبق الإفطار بهدف استذكار الشعب النمساوي قصة نصرهم على العثمانيين بواسطة أكلهم شعار الدولة العثمانية وهو الهلال كلّ يوم.